"كان ياما كان ما يحلى الكلام إلا بذِكر النبي عليه الصلاةُ والسلام، كان في زمان في سالف العصر والأوان "حَدّاد" غلبان، كان عايش في قرية تابعة لمدينة تتبع واحدة من البُلدان إللي كان ليها زمااان بين الناس وعلى الخريطة أعلى شأن ومكان، والناس كلهم كانوا زيه "غلبانيين"وعلى أمرهم مغلوبين، كله ملهى فى أكل عيشه وعلى كدا كانت المعيشه.
بس الصراحة..كان حال البلد مايل، وانتشر فيها المرض والفقر والرذايل، "الحدّاد" مكنش عاجبه الحال، وكان متأكد ان دوامه أمر مُحال، بس إمتى وإزاي؟؟ دا هوالسؤال، الحقيقه إنه كان فعلاً "مُهتَم" يعني عنده إهتمام وبردو شايل الهَمْ.
عنده يقين وكل ما الظلم زادت له إيد كان هو كمان أملُه بيزيد، ودايماً يقول "بُكره جاي أحلى أكيد"، ويصرخ بين الناس: يا قوم، أليس منكم رجلٌ رشيد، له رأي سديد يقضي على كل جبارٍ عنيد ويقود البلاد إلى عزها دون أن ينهب أو يستفيد؟!!!!؟؟
الناس تخاف وتجرى على بؤه تسده وتقول بهمس: إحنا في عرضك وطولك..خليك في حالك..ربي عيالك، هتعمل إيه لو عسس السلطان جالك وجردك من بيتك ومالك؟؟ حتى كرامتك مش هيخليهالك
كلامهم خلاّه في حزنه وألَّمُه تاه، سلِم أمره لله، بس من جواه كان بيصرخ"وا بلداه" فديتك بنفسي ومالي وفلذات أكبادي، بس أشوفك قبل موتي عايشة ولو يوم من أيام الماضي"
أما هناااك في القصر العالي، كان عايش أصحاب الجاه والمعالي إللي بالهم من الهموم خالي، ولو حد كلمهم كانوا يغنوا له "وأنا مالي وأنا مالي يا دادي وأنا مالي"، أمّا عن كبيرهم فقد طغى وتجبر وببؤس حال شعبه لم يتأثر، نسى ونسوا أن "الله" جَلّ جلاله فوقهم وعليهم أكبر وأنهُ القهَّار المتجبر.
كانوا كلما طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وزاد بطشهم بالعباد-أحياناً- ينادي بينهم صوتٌ بحذر، إياكم وثورة البشر فإنها قد تُصلِيكم في الدنيا قبل الآخرةِ نار سَقّر وعذاب سُعِر؛ فيقهقهون بلا معتبِر بكلماتِ مَن بلذات الحياة قد سَكَر: إن شعبنا قومٌ بقر، ليس منهم خطر، أنسيتم شعارنا
"إن كانوا هم النار فنحن عليهم مطر"
وإمعاناً في القهر والظلم وفي يومً حمَلَ للبلاد كلَّ غمٍ وهَم، خرج على الناس فرمان يعلن أن كثيراً من المهن والوظائف والحرف اصبحت خلاص...في خبر كان، وان البلاد في رخاء تام ولم تعد بحاجة إلى تلك الأشياء التي عفى عليها الزمان، لأ وإيه ..مفيش دعم كمان. الناس هاجت وماجت وصدورهم بالذل ضاقت، وكل واحد من خوفه قال فى نفسه:
"يا رب دا أنا مستحمل الهم علشان أجيب لعيالي المم، آه ياني من حرق الدم".
وكان من ضمن المهن إللى قالوا عفى عليها الزمن، مهنة "الحِدَّادة"، يعنى صاحبنا الحداد... خلاص، بعزمه الشديد وإيديه إللي بتطوي الحديد معدش له لزمه، وهيواجه أكبر أزمة، حس ان عقله شَت وبكدا يبقى لازم للقضية حَسْمٌ وبَت.
ودخل ورشته وحبس فيها حاله، يوم والتانى يعدي ولا باين خياله، والناس تقول:
"يا حرام اتصدم من إللي جراله"
لكن وفى يوم طلعت شمسه من بين ضلمة اليأس والبؤس..خرج الحداد من ورشته وقد تغيرت هيئته، صالب طوله وشادد همته، ومن عينيه غابت نظرة الإنكسار وحل محلها النور والنار. وفي ايده شاهر سيف سهر يصنعه أيام وليالي، وربط في طرفه قميصه الوحيد، صحيح كان مقطع وبالي...بس بيرفرف فى العلالي
وفى وسط الميدان.. وقف وكأنه مارد من رماده انتفض، وبأعلى صوت صرخ وقال :
"
أشهدُ أن لا إله إلا الله... يا مَن لا تُطيق الظلم إتبعني...يا مَن لا تطيق الظلم اتبعني.. يا مَن لا تطيق الظلم اتبعني"
الناس اتخضت ومن حواليه اتفضت.. لكنه ما همه ومشى فى كل شارع وهو بيصرخ نفس الندا.."
يا مَن لا تطيق الظلم اتبعني"، ويظهر ان أخيراً حد بيه حَس، والغريب انه المرة دى محدش قاله "هُس ولا بس"، الكيل زاد وفاض، وكل شئ مهما طال له نهاية وحد
الأغرب ان الناس تبعته وناس كتييييييييير مشيت وراه تردد صرخته.."
يا مَن لا تطيق الظلم اتبعني"، الصوت بقى رعد هادر والخطوات تتفجر تحتها براكين وزلازل.. أخيراً الناس فاقت واتحركت علشان تنقذ حالها، وكله اقتنع ان لقمة العيش إللي تيجى بالمهانة والذُل إحنا في غِنى عنها
الرَكب ماشى وكل لحظه بيزيد وما حد قادر يصده، حتى العسس خاف منه وكل فرد فيه كان همه ينفد بجلده، ممكن يمنعوا واحد..ألف ..مليون، لكن مش ممكن يوقفوا طوفان ملايين، يا فرج الله...الظلم نهايته هانت والصحوة بشايرها بانت
ما أطولش عليكو..وصلوا فييين؟؟ عند القصر العالي، اقتحموه وفوق رؤوس سكانه هدموه، وقطعوا راس الظالم وعلقوها على سيف الحداد، وخلوه وأعوانه عبره لكل البلاد والعباد. وعلشان يكمل الهدف والغاية، وكتبوا فوقهم من كتاب الله آيه :
"ألاَّ يظنُ أولئك أنَّهم مبعوثون، ليومٍ عظيم، يومَ يقومُ الناسُ لربِ العالمين"؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وخلاص..خلصت الحكايه، والناس رجعت تشتغل وتتعب وتتنتج من تاني، حاسيين ان خير بلادهم ليهم وانهم مش أغراب ولا شغالين "بالسُخره" فيها، والحداد رجع ورشته يسعى على أكل عيشه ولقمته، وعلى وشه اترسمت تاني بسمته، تعرفوا علم بلاده دلوقت إيه ؟؟ سيفه وقميصه المبهدل، ومتعلق فيهم راس الظلم . فهمتوا المعنى؟؟ جايز دا عنف..بس عَدْل وأكبر عَدْل، وعلشان بردو حُب، الحداد ما اتحركش علشان لقمة عيشه بس، دا علشان بيحب بلده كمان، ومتأكد انها ماتستاهلش كدا، ولا حتى واحد على مليون من كده
آه عرفتوا إيه كانت غنوته؟
"
حبيبتى بين ضفايرها طل القمر وبين شفايفها ندا الورد بات، ضحكتها بتهز الحجر والشجر وحناناها بيصحى الحياه فى النبات، حبيبتى بتعلمنى أحب الحياه، من حبى فيها حياتى شمس وربيع، والحب فى الدنيا طوق النجاه لولاه يضيع قلبى الوديع، يا حلم يا بلادنا يا نيل سلسبيل بحُبِك إنتِ رفعنا راسنا لفوق"
منقووووووووول بتصرف
علشان منروحش في داهية
Nadia