وفي ذات يوم كنت أنا وأخي في مدينة الرياض قدّر الله لنا بحادث مروري فأصيب أخي بنزيف حاد وأنا لم أصب بأي أذى والحمد لله وإنما كدمات خفيفة غير مؤلمة ، و أدخل أخي غرفة العمليات فوراً وطلب مني الدكتور ان أتبرع لأخي من دمي لأن فصيلتي تطابق فصيلته .. فقلت أنا جاهز .. فأخذني إلى غرفة التبرع بالدم وبعد أن أخذ مني عينة بسيطة وفحصها من الأمراض المعدية وكنت واثقا من نفسي و أتى الدكنور ووجهه حزيناً فقلت له ماذا أصاب أخي يا دكنور ؟؟؟؟ قل لي أرجوك فقال :- يا إبني أريدك أن تكون إنساناً مؤمناً بقضاء الله وقدره ، فنزلت من السرير واقفاً وصرخت قائلاً هل مات أخي ؟؟. هل مات أخي ؟؟.. فقال لا .. فقلت ماذا إذاً ؟ فقال لي الدكتور أن دمك ملوث بمرض الإيدز ( فنزل كلامه عليّ كالصاعقة .. ليت الأرض أنشقت وابتلعتني ) ..ولم يقل لي هذا الكلام ، فإذا بي أسقط على الأرض مغشياً عليّ ، وبعد أن صحوت من هول الصدمة وجسمي يرتعش - هل حقاً أني مصاباً بهذا الداء القاتل يا الله يا الله ومنذ متى وأنا بهذه الحالة ؟؟ وقال لي الدكنور :- أنت غير مصاب ولكنك حامل للمرض فقط وسوف يستمر معك إلى مدى الحياة والله المستعان . وبعد يومين من الحادث توفي أخي رحمة الله عليه فحزنت عليه حزناً شديداً لأنه كان دائماً ينصحني بالإبتعاد عن تلك الفتاة (صاحبتي ) لأنني قد صارحته بقصتي معها من قبل ..فبعد موت أخي بعشرة أيام إذ بصاحبتي تهاتفني تقول لي أين أنت يا حبيبي ؟ طالت المدة فقلت بغضب شديد :ماذا تريدين ؟ فقالت ماذا بك ؟ فقلت مات أخي بحادث وأنا حزين عليه ، فقالت الحي أبقى من الميت ولم تقل رحمةالله عليه .. لقسوة قلبها ، فقالت عموماً متى أراك ( ولم تقّدر شعوري بعد ) فقلت لن أراك بعد اليوم ، فقالت لماذا ؟ فقلت لها بصراحة أنا أحبك ولا أريد أن أضرك بشيئ فقالت ما بك ؟؟ فقلت أنا حامل مرض الإيدز فقالت كيف عرفت ذلك ؟؟ فقلت عندما أصبنا بالحادث أنا وأخي رحمة الله عليه ( فقلت لها القصة كاملة ) .. فقالت لي هل أتيت فتاة غيري ؟ قلت : لا .. وأنا صادق ثم قالت هل نقل إليك دم في حياتك ؟ فقلت لها أيضاً لآ .قالت إذاً قد تحقق مناي قلت لها غاضباً ما قصدك يا فلانة ؟؟ فقالت اريد أن أنتقم من جميع الشباب الذين هم من كانوا السبب في نقل المرض لي وسيرون ذلك وأنت أولهم والبقية من أمثالك في الطريق !!! وبعدها بصقت في وجهي وأغلقت السماعة . فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يا فتاة الإيدز - انا اليوم أبلغ من العمر (32 ) عاماً ولم أتزوج بعد وأصبت بهذا المرض وأنا في الـ (29 ) من عمري وكنت لحظتها مقدم على الزواج ( الخطوبة ) وإلى هذا اليوم ووالدتي وإخوتي يطالبونني بالزواج ولكنني أرفض ذلك لأنني حامل للمرض( الايدز) وهم لا يدرون ولا أريد أن أنقله إلى شريكة حياتي وأطفالي ،علماً بأنني أكبر إخوتي ووالدي رحمة الله عليه كان يريد أن يفرح بي ولكنه توفي وأنا في الـ ( 29(من عمري ولم أحقق حلم والدي .. أنا اليوم متعب نفسياً ونزل وزني إلى ( 55 ) كيلو بعد أن كان قبل المرض ( 68 ) كيلو .. كل ذلك من التعب النفسي والكوابيس المزعجة من هذا المرض الي لا أدري أين ومتى سيقضي على حياتي فقد تبت إلى الله توبةً نصوحاً وحافظت على الصلوات وبدأت أدرس وأحفظ القرآن الكريـــــــــم ولوأنه كان متأخراً بعد فوات الآوان
************************************************************************** *****
واخيراً
رجاء من هذا الشاب النادم:
أرجو منكم الدعاء لي بالشفاء وجزى الله خيراً من أعان على نشر هذه القصة للعبرة والعظة