لم أكن أتوقع أن يحدث ليّ يوماً مايحدث لغيري من الفتيات .. فلست عاطفية بطبعي بل عقلي المتحكم بأقوالي وأفعالي .. لكنه إحتل كل تفكيري ..!!
وبات عقلي يفكر بمنطقه .. أسمعني من الكلمات مامس شغاف القلب وأسر خلايا العقل .. كنا نتحدث كثيراً .. خصوصاً على الهاتف وغالباً مايكون الوقت ليلاً بعد أن يعم الهدوء وتنام العيون ونسينا أن الرقيب لا تنام له عيون ..!
لقد أحببته .. نعم أحببته كثيراً.. ولم أكن أرفض له طلباً .. طوال الليل نتحدث .. وطوال النهار أحلم به .. لم يعد يهمني شيء .. لم أعد تلك الفتاة عذراء المشاعر ..!!
لم أفكر في لنهاية لما يحدث بيننا .. لم أفكر في موقف أهلي إن سمعوني أحدثه في ذاك .. لكن ..
بعد مرور وقت ليس بالقليل .. صارت تلك الأسئلة تجول بفكري .. لكن سرعان ماخبت وطواها النسيان .. كان ذلك عندما سمعت أخي يحدث محبوبته على الهاتف .. أقسم أني لم أتعمد التنصت لتلك المحادثة وتم الأمر بالمصادفة ..
كان يحدثها كما يحدثني محبوبي .. بنفس الحرارة وعذوبة الكلمات .. تلك المحادثة جعلتني أفكر أنه إن كان الأمر خطأ لما أقدم عليه أخي .. لذا تماديت بفعلتي ..
إلى أن جاء يوم سمعني أخي وأنا أحدث محبوبي بعد منتصف الليل .. قبل أن أدرك أنه موجود كان قد اختطف الهاتف من يدي وصفع به الحائط فسقط حطاماً بعده لحقت به عظامي ..!!
لم يضربني أحد في حياتي لكنه فعل .. كان كالوحش لم يسلم جزء من جسدي من ضربه .. تسبب ليّ برضوض بليغة وكسر في اليد واخر بالقدم ..جلست للعلاج لمايزيد على الأربعة أشهر .. كنت دائمة الصمت ..
لا أتحدث إلا نادراَ وفيما تقتضيه الحاجة لكني كنت أرى اللوم والحزن بأعين الجميع .. على الرغم من أنه لم يحادثني أحد في الموضوع طوال فترة مرضي .. لكن أعينهم كانت تجلدني ..
وأكثر ما كان يؤلمني .. إمتناع أخي عن زيارتي ومحادثتي والسؤال عني .. وهو أقرب أخوتي إلى قلبي ..
قال الطبيب أن حالتي النفسية السيئة تؤثر سلباَ على علاجي الجسدي .. ففكرت والدتي أن أخي بيده تحسن حالتي النفسية وبالتالي شفائي ..
تحدثت إليه ذات يوم كانت تعتقدني نائمة خلف بابي المغلق .. كانا خارجاَ يتحدثان وهي تحاول إقناعه بالتحدث والتودد إليّ علا ذلك يحسن حالتي ..
لكنه أجابها منفعلاً .. هى لا تستحق ..!!
لو تعلميّ ماذا فعلت بنا .. لم أعد قادراَ على مواجهة الأصدقاء .. لا أقدر أن أرفع عيني بوجههم .. ما عدت قادراً على القول أنه لا مثيل لها في عفتها وطهارتها وحسن أخلاقها لأني لم أعد أثق بذلك ..!!
الذي أعطاها الحق في خداعنا والتحدث في منتصف الليل بهذه الطريقة يعطيها الحق في فعل أكثر من ذلك .. قاطعته قائلة .. كفى .. لا تقل ذلك أنت تعرف أخواتك جيداَ خصوصاَ هي ..
أجاب .. لم أعد كذلك .. ما عدت واثقاً من ذلك ..!.. أعذريني والدتي .. لا أقدر على مجرد النظر إليها .. لقد انكسرت بداخلي صورتها الجميلة وباتت دون ملامح ..!
بكيت ..
بكيت كثيراً حتى كادت أحشائي أن تنفطر من شدة البكاء .. لم أكن أعتقد أن ما فعلته له كل هذه الآثار السلبية .. لم أكن أعتقد أنه أمر يفقدني احترام أهلي ومحبتهم ..
أعترف الآن وأمام الجميع أني كنت مخطئة .. أني لم أحافظ على الثقة التي أعطاها ليّ والديّ وأني لم أكن أهلاً لها ..
أعترف أني كنت ظعيفة أمام المغريات ..
أعترف أن غرائزي العاطفية طغت على تفكيري المنطقي وبت أرى الأمور من منطقها ..!!
أعترف أني قصمت ظهر والدي وأخواني الذكور بفعلتي ..
أعترف أني كسرت عين أمي وأخواتي الإناث وصرت وصمة عار يحملنها طوال العمر ..
أعترف .. نعم أعترف أني كذلك .. رغم الألم الذي يجتاح كياني .. رغم سياط الندم التي تجلد ذاتي ..رغم تشوش فكري واضطراب إحساسي ..
وأفكر أنه إن عاد الزمن للوراء ربما لم أفعل ما فعلت .. لكـــــــــن .
. هل حقاً لن أفعل ..؟!!؟؟..
منقول لتذكرتى قبلكم