هل الهلع هو الوهن الذي تحدث عنه رسولنا الكريم؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عن ثوبان بن يجدد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


( توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل انتم يومئذ كثيرون ولكنكم

كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قيل وما الوهن يا رسول الله ؟

قال حب الدنيا وكراهية الموت)


صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الإمام أبوداوود


إنتشرت في الاونة الأخيرة أعراضاً غريبة تحدث لبعض الاشخاص تحمل شقين إحدهما نفسي والاخر عضوي فيسارع اصحاب هذه الحاله

الى عرض انفسهم على الطب العضوي على اعتقاد جازم منهم أنهم مصابون بمرض عضوي خطير نظرا لشكواهم العضوية أكثر

من شكواهم النفسية وقد فك الطب الحديث لغز هذا الحالة الغريبة ووصفها بأنها اضطراب في كيماويات المخ والمتهم الأول فيها هي مادة

تسمى السيروتينين تفرز من الغدة النخامية وسمي هذا المرض ب(الهلع) الخوف الشديد .


ويمكن حصر هذه الأعراض على سبيل المثال لا الحصر :

الشق العضوي منها :

1- إرتباك للحظات في القلب بزيادة النبضات عن الحد الطبيعي و الاحساس

بعنف وشدة تلك النبضات .

2- ضيق شديد في التنفس سواء في الصدر أو الرقبة .

3- إضطراب والام في الجهاز الهضمي سواء في المعدة أوالقولون .

4- الام في الصدر وخصوصا في أسفل القفص الصدري .

5- الشعور بدوار وغثيان وتنميل في الرأس أو الأطراف أحيانا .

6- ضعف عام وهبوط وخمول وعدم الشعور بالاتزان .

7- نوبات متكرر وعنيفة من الصداع وخصوصا الصداع النصفي (الشقيقة) .

8- ضعف وإضطراب في الذاكرة وقلة التركيز وخصوصا في الكلام.

9- نقص في الوزن أو زيادة غير طبيعية .

10- إضطراب في ضغط الدم بالارتفاع أكثر .


الاعراض النفسية منها :

1- خوف شديد جدا غير مبرر وخصوصا من الموت .

2- قلق نفسي حاد وتوتر بدون أي سبب .

3- قلة الهمة والنشاط وكسل عن اداء الواجبات اليومية .

4- الإحساس بالوحدانية في العالم والميول الى العزلة والانطوائية .

5- إكتئاب وإحساس بعدم جدوى أي شيء في الحياه .

6- عصبية شديدة وسرعة الاستثارة لأقل الاسباب .

7- كثرة الشرود الذهني والغوص في أحلام اليقظة وكثرة التفكير التشاؤمي .

8- أرق وعدم أنتظام في ساعات النوم وكثرة الكوابيس .

9- إضطراب الشهية في الأكل سواء بفقدانها أو الشراهه في الأكل .

10- كثرة التفكير في الموت وسكراته وخصوصا عند ذكره .


هذه تعد بعض الأعراض التي يصاب بها المريض وقد لوحظ أن عدد الذين يعانونمن هذه الاعراض يزيد عن خمس سكان العالم وأن

هنالك أعداد كبيرة من الاشخاص يعانون من نفس الاعراض ولم يعرضون أنفسهم على الأطباء وهناك من أسرع باللجوء

إلى الأطباء من مختلف التخصصات وإجرى الكثير من الفحوص الطبية والخطواتغير الضرورية التي تهدر الكثير من طاقة المريض

وجهده في البحث عن مرض بالقلب أو الجهاز التنفسي أو الجهاز العصبي وإحساس المريض بظهور مرض خطير

يهدد حياته أو بدايه لفقدان ذاكرة أو جنون .


وتأتي هذه الاعراض على شكل نوبات تختلف باختلاف الشخص المصاب فمنهم من يشعر بتلك النوبة أكثر من مرة في اليوم ومنهم

من يشعر بها مرات معدودة سنويا وتأثر بالسلب على مجريات حياتهم فمنهم من يعجز عن القيام بعمله ومنهم من يصبر

على مضض وتأتي هذه الاعراض في فترة الليل أو في الأماكن المغلقة أو في الأماكن المزدحمه مثل الاسواق وتظهر الاعراض

العضوية تدريجاً على هيئة نوبات تستمر من عشرة دقائق الى نصف ساعة أما الاعراض النفسية فيمكن أن تصاحب المريض طيلة اليوم

وتصيب هذه الحالة الشباب أكثر من غيرهم من فئات العمرونرى أن أول هذه الاعراض ظهوراً وأبرزها هو الخوف من الموت

وأذا نظرنا الى نص الحديث الشريف السابق يمكن أن نرى أن رسولنا الكريم أخبرنا عن هذا المرض من

مئات السنين وذكر لاصحابة أن هذا المرض يقذفه الله في قلوب الغافلين عن ذكره وعرفه لنا بمعنى كراهية الموت وحب الدنيا ويمكن

أن لنا أن نفرق في المعني هنا بينالاية الكريمة التى تقول (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) والقتال هنا يمكن أن يحمل

معنى الموت لأن المعركة سيخرج منها الشخص ميتاً أو حياً وأن الإنسان لو علم أنه سيخرج من المعركة حياً لما كره خوضها لانه أمر

من الله فمن منا لا يكره الموت ؟

ولكن الفرق ان كراهية الموت في الحديث ذكرت على انها مرض والمرض يعتبر حالة تغير في صحة الانسان بالسلب وذكرت في

الاية على انها حالة وقتية تبدأ لسبب معين وهو القتال وتنتهي عند زوال السبب وهي حالة الخوف الطبيعي من الموت والذي

يمكن أن يشعر به أي إنسان في حال احساسه بخطر الموت لتعرضه لظرف معين يحتمل فيه الموت مثلاً

وأذا ما إعتبرنا أن الخوف المجرد بغض النظر عن السبب غريزة طبيعية خلقها الله في الإنسان تأتي لسبب وتنتهي لزوال السبب

فلن يكون الا مرضاً إذا شعر به الانسان في أي وقت وبدون وجود السبب وهذا هو مايدل عليه الحديث الشريف

وأن الاية وجهت للمجاهدين في وقت القتال والحديث خص الغافلين في جميع الأوقات حتى وقت الطمأنينة .


ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق عن الهوى ولكنه وحي من

الله سبحانه وتعالى وأن ما أوحي اليه من الله ونبأنا به واقع لا محالة .


وإذا ما نظرنا الى هذا المرض وتفاصيل الحديث الشريف لوجدنا تشابهاً شديداً بين ما ذكر من مئات السنين وما أثبته الطب حديثاً

لأن ما ذكره الحديث الشريف وصف لمرض نفسي وليس عضوي وقوله أن الله يقذف في قلوبهم الوهن أنه كرهاً ذو طبيعة

مرضية وأن وكراهة الموت تحمل معنى الخوف الدائم منه والخوف طبياً هو تغير في طبيعة الجسم الكيميائية (الهرمونات)

ونحن هنا كعلميين نعلم جيداً تأثير هرمون الادرينالين على جسم الانسان وهو تؤثر نفسياً و عضويا على الجسم بأكمله .


فإذا ما سلمنا بأن الخوف غير المبرر ماهو إلا مرضاً فإنه سيكون مرضاً ذو أعراض نفسية وعضوية معاً وأن مرض (الهلع)

ماهو الا مرض ذو طبيعة مزدوجة أيضاً وهي الاعراض الناتجة عن أفراز هرمون الادرينالين الذي تتحكم فيه الغدة النخامية بإعتبارها

رئيسة الغدد الصماء في الجسم في حالة الخوف بالاضافة الى كونه أصبح مرضاً فأنه ينشأ

لدينا أعراضاً جديدة تضاف الى أعراض حالة الخوف الطبيعية .


أما بالنسبة للتوقيت الذي ذكره رسولنا الكريم فإنه لم ينطبق على أيٍ من العصور كإنطباقه النموذجي على عصرنا هذا

وهو وقت تكالب الأمم علينا فحرب العراق مثلاً شاركت فيها معظم دول العالم وهي الأمم المشار اليها وأطماعهم فينا سواء

في العراق أو فلسطين أو سوريا أو السودان أو لبنان .


إن ما سردته لكم سابقاً ما هو إلا إستنتاج شخصي فقط يمكن أن يكون صحيحاً

ويمكن أن يكون خاطئاً وأن كنت قد أصبت فمن الله وأن أخطأت فهو من نفسي

وهذه المقالة تعد تلخيصاً لمقالةٍ قد كتبتها سابقاً وأتمنى منكم إبداء ارائكم في هذا الموضوع

فأنا لم أبحث في هذا الموضوع إلا لأني لاحظت أشخاصاً كثيرة حولي مصابون بهذا

المرض وأن أعدادهم في زيادة مستمرة .


ويمكن أن يقرأ هذا الموضوع شخص يعاني من هذه الاعراض أو سبق وأن عانى منها

وأرجو عدم نقل هذا الموضوع نهائياً لما يمكن أن يحمله من أخطاء وأنه إستنتاج

شخصي ولم تقره أي جهه متخصصه لها الحق في ذلك

وأتمنى من علماء الموقع ومفكرية وضع كلماتهم

وأنتظر مناقشاتهم البنائة


وشكراًجزيلاً للإهتمام

قال تعالى :

(ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)

(الا بذكر الله تطمئن القلوب)

صدق الله العظيم


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير أستاذنا الفاضل

أستاذ / محمود موسى

على اتاحة هذه الفرصه للنقاش فى هذا الموضوع

************************

رغبه منا فى حب الدنيا والتعايش فيها فى سلام ونحن غير قادرون
على تحقيق ذلك مما يودى بنا الى حاله وسطيه
بين تحقيق الحلم ومعايشة الواقع

وفى هذه الحاله نجد انفسنا فى حيره من أمرنا وغير قادرون حتى على المثابره
ونجد المرء يخلد الى دنياه الخاصه كنوع من انواع التمرد ورفض الواقع المفروض ونجد الانسان عبدا
لأفكاره مكبل بأحمال ثقيله لا يقدر على حملها ولا التعايش معها

حب الحياه وكراهية الموت له أسباب عديده ولكن فى هذه الحاله اعتقد أنه له سبب من اثنان :
الأول : اما رغبة المريض فى الحياه حتى يحقق حلمه الذى عجز عن تحقيقه
الثانى : ان المريض فى هذه الحاله طرأ عليه من التغيرات ما أدى به الى التقصير فى حق المولى عز وجل
وهناك رغبه داخله فى ان تكون هناك مصالحه بينه وبين نفسه وحتى يعود الى رشده لارضاء الله

ان هذه الحاله تفقد الانسان الكثير من صوابه وعلاقاته بجميع من حوله وكثير ما تبعده عن ممارسة ما كان يعتاد عليه
من فضائل واخلاق حميده

*********************
قال الله تعالى فى كتابه الكريم
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت:41)
ومن الآيه الكريمه يتضح ان الوهن من الضعف

قال تعالى_: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران:139)

فاليأس والخوف وضعف الايمان بالله والمبالغه فى احتقار النفس وتعظيم شأن الخوف
كل هذا وأكثر يؤدى الى هلاكنا وعدم نصرتنا على انفسنا وضعفها

أما بخصوص الأعراض العضويه فقد أشار بعض الأطباء الى انها كلها نفسيه فى الأساس
ولكنها مع ضعف النفس وعدم اللجوء الى الله والاستعانه به على قضاء حوائجنا تتطور لتصبح هلاك لنا وبأيدينا

وهذه مجرد وجهة نظر